قالت ماو نينج، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، إن الصين تعتزم تعزيز علاقاتها مع مصر خلال السنوات الخمس المقبلة عبر خمسة مجالات رئيسية، في مقدمتها تعميق التعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق بما يخدم رؤية مصر 2030، ويعزز الشراكة الاقتصادية والتنموية بين البلدين.
الحزام والطريق ودعم المشروعات
أوضحت ماو نينج، خلال مؤتمر صحفي عقد ظهر اليوم، أن بكين ستعمل على دعم المشروعات الكبرى القائمة في مصر، إلى جانب الدفع بمشروعات صغيرة تستهدف تحسين مستوى المعيشة وتعزيز الرفاهية للمواطنين، مشيرة إلى أهمية تعزيز الترابط بين الشعوب كجزء أساسي من العلاقات الثنائية.
وأكدت أن الصين ومصر يمكنهما توسيع التعاون في بناء المشروعات داخل المناطق الصناعية، ودعم التصنيع المشترك وتطوير البنية التحتية، مع التشديد على دعم الصين لمبادرة «حياة كريمة» والرغبة في توسيع التعاون من خلالها.
إعفاءات جمركية وتعزيز التجارة مع مصر وأفريقيا
وأضافت المتحدثة أن المجال الثاني للتعاون يتمثل في تعزيز الشراكة الاقتصادية، من خلال سياسة الإعفاء الجمركي الصينية على صادرات الدول الأفريقية المرتبطة بعلاقات دبلوماسية مع بكين، حيث تستهدف الصين تعميم الإعفاء على 100% من المنتجات القادمة من 53 دولة أفريقية، ورفع نسبة السلع المعفاة من الدول الأقل نمواً إلى 98%.
وأشارت إلى أن هذه السياسة تهدف إلى تعزيز التجارة، وتسهيل دخول المنتجات الزراعية والصناعية الأفريقية إلى السوق الصينية، ودعم فرص النمو الاقتصادي للقارة.
المنتجات المصرية في السوق الصينية
قالت ماو نينج إن البرتقال والقطن من أبرز المنتجات التي تستوردها الصين من مصر، معربة عن ترحيبها بتوسيع معرفة الشركات في البلدين بفرص التعاون المتاحة لتعزيز التبادل التجاري، لافتة إلى أن بكين ستدفع كذلك نحو إنشاء مناطق تجارة حرة، وتيسير التجارة، ودعم التمويل الرقمي وتجارة الخدمات.
التعاون في الفضاء والابتكار العلمي
وأوضحت أن الابتكار العلمي والتنمية يمثلان المجال الثالث للتعاون خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن التعاون في مجال الفضاء والأقمار الصناعية سيكون على رأس الأولويات.
وأشارت إلى أن مصر تُعد أول دولة أفريقية تطلق قمراً صناعياً بمساعدة صينية، موضحة أنه خلال السنوات الخمس المقبلة ستعمل الصين على تعزيز تبادل التكنولوجيا ودعم الابتكار المشترك بين الجانبين.
الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة
وأضافت أن رابع مجالات التعاون يتمثل في تعزيز الاقتصاد الأخضر، حيث تسعى الصين، في إطار مواجهة تغير المناخ، إلى دعم منتجات الطاقة النظيفة.
وأكدت أن أفريقيا من أكثر المناطق تأثراً بتغير المناخ، وأن مصر تولي أهمية كبيرة للتحول إلى اقتصاد منخفض الكربون، وهو ما يفتح المجال أمام تعاون موسع مع الصين في هذا القطاع.
التبادل الثقافي والسياحة بين البلدين
أما خامس مجالات التعاون، فيتمثل في توسيع التبادل الثقافي، حيث أشادت المتحدثة بالمتحف المصري الكبير والأهرامات، معربة عن تأثرها العميق بالحضارة المصرية القديمة.
وأشارت إلى أن معرضاً للحضارة المصرية أقيم في شنغهاي واستقبل أكثر من مليوني زائر، معتبرة أنه نموذج ناجح للتعاون الثقافي بين البلدين.
وأضافت أن التبادل المكثف أسهم في زيادة أعداد السياح الصينيين القادمين إلى مصر، لافتة إلى أن وجود 36 رحلة طيران مباشرة بين الجانبين يسهم في دعم العلاقات بين الشعبين.
