مصر والسعودية تتفقان على إطلاق مبادرة تكامل بمجال كفاءة استهلاك الطاقة

عقد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، اجتماعًا مع وفد من وزارة الطاقة بالمملكة العربية السعودية برئاسة المهندس أحمد بن موسى الزهراني، مساعد وزير الطاقة السعودي للتطوير والتميز.

ناقش الاجتماع سبل إطلاق تعاون استراتيجي بين مصر والسعودية في مجال كفاءة استهلاك الطاقة والاستفادة من الخبرات السعودية في هذا المجال.

كفاءة استهلاك الطاقة
خلال الاجتماع، أكد الوزير كريم بدوي أن الوزارة تسعى إلى تطوير برنامج وطني لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة في مصر، بما يتماشى مع رؤية الدولة لاستخدام موارد الطاقة بشكل أمثل وتقليل فاتورتها الاستيرادية.

كما أشار إلى ضرورة تبني أفضل الممارسات العالمية في مجال ترشيد الطاقة، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للبلاد.

وأوضح وزير البترول أن مشروعات تحسين كفاءة استهلاك الطاقة تُعد أحد المحاور الأساسية لاستراتيجية الوزارة.

وأضاف أن الوزارة تعمل بشكل تكاملي مع وزارة الكهرباء والطاقة على وضع مزيج الاستخدام الأمثل للطاقة في مصر، ما يعزز الوفورات ويساهم في خفض الانبعاثات الكربونية.

التعاون السعودي
من جانبه، عبر المهندس أحمد بن موسى الزهراني، مساعد وزير الطاقة السعودي، عن رغبة بلاده القوية في التعاون مع مصر لنقل تجربتها الناجحة في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة.

وأوضح أن المملكة بدأت تطبيق هذه التجربة في عام 2012، وحققت نتائج ملحوظة في تحسين كفاءة استخدام الطاقة والحد من الاستهلاك المفرط، ما ساعدها في أن تصبح من الدول الأعلى كفاءة في استخدام الطاقة وأدنى كثافة في الاستهلاك.

التجربة السعودية
خلال الاجتماع، قدم الوفد السعودي عرضًا مفصلًا حول برنامج كفاءة استخدام الطاقة الذي أطلقته المملكة عام 2012.

استعرض الفريق السعودي كيفية تنفيذ المبادرات في قطاعات المباني والصناعة والنقل، وكذلك تطبيقات رفع كفاءة استخدام الطاقة في المرافق.

كما استعرضوا نجاحات البرنامج في توفير أكثر من 539 ألف برميل مكافئ نفط يوميًا في 2023، مع استهداف توفير مليون برميل يوميًا بحلول 2030.

التعاون المشترك
تم التوافق خلال الاجتماع على بدء العمل المشترك بين مصر والسعودية لإطلاق مبادرة تعاون في مجال كفاءة استهلاك الطاقة في مصر.

وسيتم وضع برنامج وطني بالتعاون بين البلدين، وفقًا لمنهجية علمية وعملية، مع تحديد آليات التنفيذ وتقديم الدعم الفني والخبرات.

كما تناول اللقاء التوسع في تطبيق البرامج الخاصة بكفاءة استهلاك الطاقة في مختلف المجالات، بما في ذلك إعادة تأهيل المباني، تحسين الإضاءة، وترشيد الطاقة في القطاعات الصناعية.

وتم التأكيد على ضرورة توظيف إمكانيات قطاع البترول المصري في هذا المجال، بما في ذلك الشركات المصرية المتخصصة في الأعمال الهندسية والفنية والتكنولوجية.

فرق عمل مشتركة
أوضح المهندس كريم بدوي أن قطاع البترول المصري يملك إمكانيات فنية كبيرة من خلال الشركات المتخصصة التي يمكن تكوين فرق عمل منها لتنفيذ مشروعات كفاءة الطاقة.

من جانبها، أبدت المملكة استعدادها الكامل لتقديم الدعم والمساعدة الفنية للمساهمة في بناء نموذج العمل المصري في هذا المجال.

دعم فني وتبادل الخبرات
كما أكد الوفد السعودي على استعداده الكامل لتبادل الخبرات والمعرفة من خلال الدعم الفني الذي سيقدم للمشروعات المشتركة بين البلدين.

وفي هذا السياق، تمت مناقشة إمكانية إرسال فرق من الخبراء السعوديين للمساهمة في تنفيذ المشاريع وتقديم استشارات فنية متخصصة.

المسؤولين من الجانبين
حضر الاجتماع من الجانب المصري كل من الجيولوجي علاء البطل، وكيل أول وزارة البترول والمشرف على السلامة والبيئة وكفاءة الطاقة، والمهندس إيهاب رجائي، وكيل أول وزارة البترول للإنتاج، والمهندس صلاح عبد الكريم، الرئيس التنفيذي لهيئة البترول، والمهندس يس محمد، العضو المنتدب التنفيذي للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، وكذلك المهندس معتز عاطف، وكيل الوزارة لمكتب الوزير، والدكتور سمير رسلان، وكيل الوزارة للإتفاقيات والاستكشاف.

ومن الجانب السعودي، شارك في اللقاء أيضًا محمد الدريبي، خبير أول تطوير أعمال البترول والغاز بوزارة الطاقة السعودية، فضلاً عن عدد من المسؤولين السعوديين المتخصصين في مجال الطاقة وكفاءة استهلاكها.