
استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وفدًا رفيع المستوى من الصين برئاسة لي شولي، عضو المكتب السياسي، أمين الأمانة العامة ورئيس دائرة الإعلام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، والوفد المرافق له، بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة.
ورحّب رئيس الوزراء، بالوفد الصيني معربًا عن سعادته باستقبال هذا الوفد رفيع المستوى من الصين، والذي يُجسّد عمق العلاقات بين البلدين، خاصة مع مرور عشر سنوات على رفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة.
كما أعرب رئيس الوزراء عن تطلعه إلى الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني إلى مصر، مؤكدًا أن هذه الزيارة ستمثل دفعة قوية لتعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في ظل الحاجة إلى المزيد من التعاون المشترك لدعم جهود التنمية والاستقرار في المنطقة والعالم.
وأعرب رئيس الوزراء عن تطلعه لتوجيه جزء من الاستثمارات التي أعلن عنها الرئيس الصيني لصالح القارة الإفريقية، والتي تبلغ قيمتها 52 مليار دولار خلال منتدى التعاون الصيني-الإفريقي، إلى السوق المصرية.
وأشاد بالدور الحيوي الذي تلعبه الشركات الصينية في دعم مشروعات البنية التحتية في مصر، مثل القطار الكهربائي، وتطوير الموانئ، ومنطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدًا تطلع الحكومة إلى جذب مزيد من الاستثمارات الصينية، وتعزيز التعاون في نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: نتطلع إلى دعم الصين لتشجيع المشروعات الصينية على نقل صناعاتها إلى مصر، خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بما في ذلك صناعات السيارات الكهربائية والهواتف المحمولة، في ضوء نجاح تجربة منطقة تيدا الصينية، وبما يسهم في توطين الصناعة والاستفادة من الموقع الجغرافي المميز لمصر وقدرتها على النفاذ إلى العديد من الأسواق.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أهمية قمة البريكس المقبلة في البرازيل، آملاً أن تسهم في دفع التعاون المشترك بين الدول الأعضاء.
وفي ملف السياحة، أعرب مدبولي عن تطلع الحكومة لتشجيع السياحة الصينية إلى مصر، مشيرًا إلى أن الشعب الصيني مُحب للثقافة والسياحة، مؤكدًا سعي الحكومة لزيادة خطوط ورحلات الطيران بين البلدين.
وأضاف: تم إدراج الصين ضمن الدول التي يحصل مواطنوها على تأشيرة فورية عند الوصول إلى المطارات المصرية.
من جانبه، قدم لي شولي الشكر لرئيس الوزراء على حفاوة الاستقبال، ناقلًا تحيات رئيس الوزراء الصيني إلى الدكتور مصطفى مدبولي، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تهدف إلى تبادل الرؤى بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشاد شولي بما حققته مصر من إنجازات تنموية ملموسة خلال السنوات العشر الماضية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مضيفًا أنه زار مصر قبل 20 عامًا، لكنه لاحظ تطورًا كبيرًا في ملامح المدن والمباني، لا سيما في القاهرة والإسكندرية، خلال زيارته الحالية.
وأكد شولي أن العلاقات المصرية الصينية تاريخية ومتجذرة، فكل من مصر والصين تتمتعان بتاريخ عريق وحضارات أصيلة، كما جدد تأكيد بلاده على دعم مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.
اقتصاديًا، أشار لي شولي إلى وجود رغبة حقيقية من المستثمرين الصينيين للاستثمار في مصر، مضيفًا أن الحكومة الصينية حريصة على تعزيز التعاون مع مصر في مجالات السياحة، الآثار، الثقافة، والإعلام.
وقال: سأطلب من وسائل الإعلام الصينية بعد عودتي نشر مواد ثقافية عن الحضارة المصرية، بما يسهم في جذب المزيد من السائحين الصينيين إلى مصر.
كما أعرب عن تطلعه إلى التعاون مع مصر في حماية التراث والآثار التاريخية، مشيدًا بما لمسه خلال زيارته من حفاظ على الطابع المعماري للمباني التاريخية في القاهرة والإسكندرية، وهو ما أثار إعجابه الشديد.