
سلم جهاز مستقبل مصر، المشتري الحكومي الحصري الجديد للحبوب، نحو 900 ألف طن من القمح إلى هيئة السلع التموينية التابعة لوزارة التموين خلال شهر واحد، في إطار سعي البلاد لتعزيز احتياطيها الاستراتيجي وتلبية احتياجاتها لمدة تصل إلى 6 أشهر، وفقًا لتصريح حسام الجراحي، نائب رئيس الهيئة.
وأوضح الجراحي أن الكميات المستلمة من جهاز مستقبل مصر رفعت احتياطيات البلاد من القمح إلى 3.8 أشهر في الوقت الحالي.
في خطوة مفاجئة في ديسمبر الماضي، تم نقل مسؤولية مشتريات القمح من هيئة السلع التموينية، الجهة الحكومية التقليدية، إلى جهاز مستقبل مصر الذي أصبح المشتري الحصري.
وتم الإعلان عن هذا القرار رسميا لأول مرة من خلال خطاب من وزير التموين المصري إلى وزيرة الزراعة الروسية، أوكسانا لوت.
تأسس جهاز مستقبل مصر في عام 2022 بقرار رئاسي وهو جهاز تابع للقوات الجوية ويعمل تحت إشرافها، رغم أن القرار لم يُنشر في الجريدة الرسمية في ذلك الحين.
وأكد الجراحي أن جهاز مستقبل مصر يهدف إلى زيادة الاحتياطي الاستراتيجي من القمح ليصل إلى 6 أشهر من خلال التعاقد على كميات كبيرة في القريب العاجل، وفقًا لـ الشرق بلومبرج.
قفزة في واردات مصر من القمح
شهدت واردات مصر من القمح ارتفاعًا كبيرًا في عام 2024، حيث بلغت نحو 14.2 مليون طن، مسجلة أعلى مستوى لها منذ 10 سنوات، مقارنة بـ10.8 مليون طن في 2023، بزيادة قدرها 31%.
وتعزى هذه الزيادة في واردات القمح إلى توافر الدولار بشكل أكبر، بالإضافة إلى تراجع أسعار القمح العالمية في عام 2024 إلى 240 دولارًا للطن، مقارنة بـ350 دولارًا للطن في عام 2023.
ولم تشهد مصر استيراد كميات كبيرة من القمح مثل هذه منذ 10 سنوات، حيث كانت أكبر كمية تم استيرادها في عام 2014، والتي بلغت نحو 14.9 مليون طن.
احتياطيات مصر من السلع الأساسية
وأوضح الجراحي أن احتياطيات مصر من زيت الطعام تصل إلى 5.3 أشهر، وأن الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين قد طلبت 50 ألف طن من جهاز مستقبل مصر، تم تسليم 36 ألف طن منها حتى الآن.
وأضاف أن احتياطيات السكر تكفي لمدة 11.8 شهرًا، وهو رصيد آمن تمامًا، مع بداية موسم حصاد قصب السكر في مصر هذا الشهر.