
قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن الصفقة الاستثمارية المصرية القطرية لتنمية منطقة علم الروم بمحافظة مطروح، التي تم توقيعها الأسبوع الماضي، تمثل باكورة لاستثمارات قطرية تتجاوز 7.5 مليار دولار، تم الاتفاق عليها خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة.
وعقد رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم الثلاثاء، المؤتمر الصحفي الأسبوعي بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، عقب اجتماع مجلس الوزراء، حيث استعرض أبرز ملفات العمل الحكومي والجهود الجارية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية.
الصفقة القطرية
تحدث رئيس الوزراء عن الصفقة الاستثمارية المصرية القطرية لتنمية منطقة علم الروم بمحافظة مطروح، التي تم توقيعها الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أنها تمثل باكورة لاستثمارات قطرية تتجاوز 7.5 مليار دولار، تم الاتفاق عليها خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة.
وأضاف أن المشروع يستهدف تنمية نحو 4900 فدان (20.5 مليون متر مربع)، موضحًا أن الدولة المصرية ستحصل بموجب الشراكة على حصة نقدية بقيمة 3.5 مليار دولار في ديسمبر المقبل، إلى جانب حصة عينية تبلغ 397 ألف متر مربع من الوحدات السكنية بقيمة 1.8 مليار دولار، فضلًا عن 15% من صافي أرباح المشروع طوال فترة تشغيله.
وأشار إلى أن إجمالي الاستثمارات القطرية في المشروع تقترب من 30 مليار دولار، وستوفر نحو 250 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة الدولة لتنمية الساحل الشمالي الغربي وتحويله إلى منطقة جذب سياحي عالمية تعمل على مدار العام، وليس موسمياً فقط.
وشدد مدبولي على أن جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة يمثل مؤشرًا رئيسيًا على قوة الاقتصاد الوطني، وأن مثل هذه الشراكات تضع مصر في موقع متقدم كوجهة استثمارية وسياحية في المنطقة.
الاقتصاد يستعيد عافيته
في سياق حديثه الاقتصادي، أعلن رئيس الوزراء أن الاحتياطي النقدي الأجنبي تجاوز 50 مليار دولار، مشيرًا إلى أن هذا النمو تحقق بفضل القطاعات المنتجة مثل الصناعة، والسياحة، والتصدير، والاتصالات، وتحويلات المصريين بالخارج، وليس من خلال الأموال الساخنة.
وأوضح أن إيرادات قناة السويس بدأت تسجل نموًا إيجابيًا بعد فترة من التراجع نتيجة التوترات الإقليمية، مؤكدًا قدرة الدولة على الوفاء بكافة التزاماتها بالعملة الأجنبية، بل وتحقيق فائض في بعض الأشهر بما يعزز الاحتياطي النقدي.
مشروعات توسعية
وتطرق رئيس الوزراء إلى جهود الدولة في دعم الصناعة الوطنية، مشيرًا إلى افتتاح مصنع المنصور لفلاتر المركبات لتغطية احتياجات السوق المحلية وتصدير ثلث الإنتاج، إلى جانب وضع حجر أساس لمصنع سيارات جديد باستثمارات 150 مليون دولار، يستهدف إنتاج 50 ألف سيارة سنويًا في مرحلته الأولى ترتفع إلى 100 ألف سيارة لاحقًا.
كما أشار إلى توقيع عقد لإنشاء مجمع صناعي لشركة ليوني الألمانية لإنتاج الضفائر الكهربائية للسيارات، مؤكدًا أن مصر أصبحت مركزًا عالميًا لهذه الصناعة الحيوية التي تخدم السيارات التقليدية والكهربائية على حد سواء.
وأكد مدبولي أن صناعة السيارات تمثل أولوية وطنية، وأن الحكومة تستهدف رفع الإنتاج المحلي إلى 500 ألف سيارة سنويًا خلال السنوات المقبلة، مع تسريع وتيرة توطين صناعة السيارات الكهربائية بالتعاون مع شركات عالمية كبرى.
تصدير عالمي
كما أشار رئيس الوزراء إلى افتتاح توسعات المصنع الإقليمي لشركة شنايدر إلكتريك الفرنسية، موضحًا أن نصف إنتاج المصنع يُصدر إلى الخارج — بما في ذلك فرنسا نفسها — وأن نسبة المكون المحلي وصلت إلى 85%، ما يعكس عمق التصنيع المحلي وقدرته التنافسية.
وأكد أن افتتاح وتوسيع المصانع الجديدة في مختلف المحافظات يعزز مستهدفات رؤية مصر 2030 لزيادة الصادرات وتحقيق التنمية الصناعية، مشيرًا إلى أن الواقع العملي يؤكد تجاوز مرحلة الأحلام إلى التنفيذ الفعلي.
القنطرة غرب
ونوه مدبولي إلى ما تشهده منطقة القنطرة غرب من طفرة صناعية غير مسبوقة، حيث تضم حاليًا 46 مصنعًا لإنتاج وتصدير الملابس الجاهزة، بعد أن لم يكن بها مصنع واحد قبل شهور قليلة، موضحًا أن حجم الاستثمارات بالمنطقة تجاوز 1.2 مليار دولار خلال الشهور الماضية.
وأشار رئيس الوزراء إلى افتتاح المعرض والمؤتمر الدولي للنقل الذكي والصناعة، الذي شهد استعراض أحدث تقنيات النقل الكهربائي والقطار فائق السرعة الذي يصل طوله إلى 2000 كيلومتر، مؤكدًا أن المشروع يجعل من مصر مركزًا لوجيستيًا عالميًا في نقل الركاب والبضائع.
وأضاف أن الدولة تعمل على استبدال أسطول هيئة النقل العام بالكامل بحافلات كهربائية صديقة للبيئة، إلى جانب تحديث قطارات المترو والنوم بأيدٍ مصرية داخل المصانع الوطنية.
قطاع الاتصالات والتعهيد
وفي قطاع الاتصالات، أشار مدبولي إلى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بأكثر من 50 رئيس شركة عالمية عاملة في مجال التعهيد وخدمات تكنولوجيا المعلومات، موضحًا أنه تم توقيع اتفاقات مع 55 شركة لتوفير أكثر من 70 ألف فرصة عمل خلال السنوات الثلاث المقبلة، مما يعكس ثقة الشركات العالمية في الكفاءات المصرية.
المتحف المصري الكبير
واختتم رئيس الوزراء المؤتمر بالإشادة بالإقبال الكبير من المصريين والسائحين على المتحف المصري الكبير عقب افتتاحه، واصفًا المشاهد بأنها إيجابية ومليئة بالفخر الوطني.
وفي الوقت نفسه، دعا مدبولي إلى الحفاظ على هذا الصرح الحضاري والتعامل بمسؤولية داخل المتحف، مؤكدًا أن الممارسات الفردية السلبية لا تمثل المصريين، وأن حماية التراث مسؤولية وطنية مشتركة.





