Bloom Gate -بوابة بلوم
Herms2024

خبراء يتوقعون خفض الفائدة بين 1 و3% في اجتماع المركزي الخميس المقبل

في ظل انحسار الضغوط التضخمية واستقرار سعر صرف الجنيه المصري، تتجه التوقعات بقوة نحو أن يتخذ البنك المركزي المصري في اجتماعه المقبل قرارًا ببدء دورة تيسير نقدي عبر خفض أسعار الفائدة الأساسية.

هذا الاحتمال يستند إلى مؤشرات اقتصادية داعمة، أبرزها تراجع التضخم السنوي في الحضر إلى 13.9% خلال يوليو، وارتفاع صافي الاحتياطيات الدولية إلى نحو 49 مليار دولار، إلى جانب تحسن تدفقات النقد الأجنبي.

ويرى خبراء مصرفيون أن الفارق الكبير بين أسعار الفائدة السارية (24% للإيداع و25% للإقراض) وبين معدلات التضخم يمنح صانعي السياسة النقدية مساحة واسعة للتحرك بخفض يتراوح بين 1% و3%.

تداعيات محتملة على الاقتصاد

يؤكد المحللون أن هذه الخطوة، إذا تمت، ستسهم في تخفيف أعباء خدمة الدين العام، وتقليل كلفة التمويل على الشركات، وتحفيز الاستثمارات، بما ينعكس إيجابًا على النمو الاقتصادي خلال الفترة المقبلة.

بدء دورة تيسير نقدي

قال إبراهيم عادل، محلل القطاع البنكي بشركة مباشر لتداول الأوراق المالية، إن البنك المركزي المصري أصبح في موقع يسمح له ببدء دورة تيسير نقدي، مع توافر مؤشرات اقتصادية ومحلية وخارجية تمهد الطريق لخفض أسعار الفائدة بمقدار لا يقل عن 1% في الاجتماعات المقبلة.

وأوضح عادل أن التراجع الملحوظ في معدلات التضخم خلال الأشهر الأخيرة، إلى جانب استقرار سعر الصرف، يمنح البنك المركزي مرونة أكبر في التحرك نحو التيسير النقدي.

مرونة السياسة النقدية ودعم الاحتياطيات

وأشار إلى أن أسعار الفائدة الحقيقية ما زالت عند مستويات مرتفعة تقارب 10%، ما يتيح مساحة آمنة لخفض تدريجي للفائدة مع الحفاظ على جاذبية أدوات الدين المصرية أمام المستثمرين.

وأضاف أن تحسن موقف الاحتياطيات الأجنبية يمثل عامل دعم أساسي، حيث ارتفع صافي الاحتياطيات الدولية إلى 49 مليار دولار وصافي الأصول الأجنبية إلى 15 مليار دولار بنهاية يوليو.

تأثير السيولة المحلية والتوجه العالمي

لفت إلى أن ارتفاع الجنيه المصري بنحو 5% منذ بداية 2025 ساعد على تقليص التضخم المستورد وتحسين توافر العملة الأجنبية، بما يعزز من استقرار بيئة الأسعار.

وأوضح أن السيولة المحلية تحت السيطرة مع تباطؤ نمو المعروض النقدي (M2) إلى 23% على أساس سنوي، وهو ما يعكس نجاح البنك المركزي في امتصاص فائض السيولة.

وأكد أن البيئة العالمية تدعم توجه المركزي المصري نحو الخفض، خاصة مع احتمالات خفض الفيدرالي الأميركي للفائدة في سبتمبر المقبل.

توقعات خفض أسعار الفائدة

قال أحمد شوقي، الخبير المصرفي، إن مساعي لجنة السياسات النقدية لاحتواء مستويات الأسعار والحفاظ على التضخم ضمن مستهدفاته، تفتح المجال أمام خفض أسعار الفائدة بنسبة لا تقل عن 2% في اجتماع 28 أغسطس.

وأوضح أن معدل التضخم السنوي سجل 13.9%، مقابل أسعار فائدة حالية تبلغ 24% للإيداع و25% للإقراض، ما يعكس وجود فجوة واسعة تتيح مجالًا مناسبًا للخفض.

أثر الخفض على الدين العام والتكاليف التمويلية

أضاف شوقي أن كل خفض بنسبة 1% يقلل أعباء خدمة الدين بنحو 70 مليار جنيه، ما يعني أن خفضًا بواقع 2% سيخفض الأعباء بأكثر من 140 مليار جنيه، وهو ما يمثل دعمًا كبيرًا للموازنة العامة.

وأشار إلى أن خفض الفائدة سيؤدي أيضًا إلى تقليل التكاليف التمويلية على المنتجين والتجار، لا سيما مع تأجيل رفع أسعار الكهرباء والغاز، ومبادرات خفض أسعار السلع.

المخاطر المرتبطة بالتضخم المستقبلي

وحذر شوقي من أن احتمالية خفض الدعم على المحروقات ورفع أسعارها في أكتوبر قد يضيف من 1% إلى 2% للتضخم مجددًا.

وشدد على أن الفجوة الكبيرة بين أسعار الفائدة والتضخم تمنح المركزي مرونة كافية للخفض.

تراجع الضغوط التضخمية

قال هاني أبو الفتوح، الخبير المصرفي، إن اجتماع 28 أغسطس قد يشهد خفضًا للفائدة الأساسية بين 200 و300 نقطة أساس.

وأوضح أن الضغوط التضخمية تراجعت بوضوح، حيث انخفض التضخم السنوي في الحضر إلى 13.9% في يوليو مقابل 14.9% في يونيو.

انعكاسات محتملة على النمو والاستثمارات

أكد أبو الفتوح أن استقرار سعر صرف الجنيه وتحسن تدفقات النقد الأجنبي وفّرا مناخًا مناسبًا لقرار جريء بخفض الفائدة، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى تقليل كلفة التمويل، وتحفيز الاستثمارات، وتخفيف أعباء الدين الحكومي.

وأضاف أن اجتماع أغسطس قد يشكل بداية دورة تيسير نقدي واضحة تدعم إعادة التوازن بين استقرار الأسعار وتحفيز النمو الاقتصادي.

الرابط المختصر
لمتابعتنا عبر تطبيق نبض اضغط هنا
Bloom and Nabd
آخر الأخبار