شهد سعر الذهب العالمي تداولات ضعيفة خلال جلسة اليوم الثلاثاء، بعد انخفاض كبير يوم أمس، نتيجة عمليات البيع لتغطية خسائر المستثمرين في أسواق الأسهم.
وتترقب الأسواق اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي الذي يبدأ اليوم ويستمر لمدة يومين، لمعرفة مستقبل السياسة النقدية الأمريكية وأسعار الفائدة.
سعر الأونصة
يتداول سعر أونصة الذهب العالمي حاليًا حول 2738 دولارًا للأونصة، بعد أن سجل أعلى مستوى اليوم عند 2745 دولارًا وأدنى مستوى عند 2737 دولارًا. وكان قد افتتح تداولات اليوم عند 2740 دولارًا للأونصة، وفقًا لجولد بيليون.
التداولات السابقة
انخفض سعر الذهب العالمي يوم أمس بنسبة 1%، وهو أكبر انخفاض يومي منذ أكثر من شهر، ليصل إلى أدنى مستوى عند 2730 دولارًا للأونصة قبل أن يقلص جزءًا من الخسائر ويغلق جلسة الأمس عند 2740 دولارًا للأونصة.
كان الانخفاض الكبير في سعر الذهب يوم أمس نتيجة عمليات البيع في أسهم التكنولوجيا بعد الإعلان عن نموذج DeepSeek AI الصيني منخفض التكلفة والطاقة، مما زاد من عدم اليقين حول مؤشرات الذكاء الاصطناعي التقليدية.
إغلاق الأسواق الصينية
ساهم إغلاق الأسواق الصينية بسبب عطلة رأس السنة القمرية الجديدة بشكل كبير في تراجع أحجام السيولة النقدية في الأسواق الآسيوية اليوم، لكن هذا لم يمنع عمليات البيع لتغطية الخسائر في أسهم شركات التكنولوجيا.
ترقب اجتماع الفيدرالي
الاهتمام الحالي منصب على اجتماع السياسة للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يستمر لمدة يومين، حيث من المتوقع أن يترك صناع السياسات النقدية أسعار الفائدة دون تغيير.
ومع ذلك، تترقب الأسواق رد فعل البنك الفيدرالي بعد مطالبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخفض أسعار الفائدة.
إذا أبقى البنك الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، سيكون هذا أول توقف مؤقت في دورة خفض أسعار الفائدة التي بدأت في سبتمبر الماضي.
بينما إذا أظهرت تصريحات رئيس البنك الفيدرالي، جيروم باول، احتمالية خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، فقد يضغط ذلك على عائدات السندات الحكومية الأمريكية بشكل سلبي، ويقدم دعمًا جديدًا لأسعار الذهب.
استمرار عدم اليقين
بشكل عام، يبدو الذهب مستعدًا لعام قياسي جديد بفضل زيادة عدم اليقين الاقتصادي ومخاوف التضخم، بالإضافة إلى استمرار إقبال البنوك المركزية على الشراء لتنويع احتياطاتها النقدية.
ارتفاع مؤشر الدولار
ارتفع مؤشر الدولار الأميركي خلال تداولات اليوم مقابل العملات الرئيسية، ليبتعد عن أدنى مستوياته منذ خمسة أسابيع التي سجلها يوم أمس، حيث لجأ إليه المستثمرون كملاذ آمن في ظل عمليات بيع أسهم التكنولوجيا.
ويزيد ارتفاع الدولار من الضغط السلبي على أسعار الذهب، نظرًا للعلاقة السلبية بينهما، حيث يجعل ارتفاع الدولار الذهب أقل جاذبية بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.
التدفقات النقدية
أعلن مجلس الذهب العالمي عن انخفاض التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 24 يناير، بمقدار -7.7 طن، وهو أكبر انخفاض منذ منتصف نوفمبر الماضي.
وقاد الانخفاض تدفق تدفقات نقدية كبيرة من صناديق الاستثمار من أمريكا الشمالية، بمقدار -20.9 طن، بينما زادت التدفقات إلى الصناديق الأوروبية بمقدار 12.1 طن.
الأسعار في مصر
يشهد سعر الذهب في مصر ضغطًا سلبيًا منذ تداولات الأمس بسبب الانخفاض الكبير في السعر العالمي، حيث يرتبط السعر المحلي بشكل مباشر بحركة الأونصة العالمية دون وجود مؤثرات أخرى كبيرة على حركة السعر في السوق المحلي.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الثلاثاء عند المستوى 3820 جنيهًا للجرام، ليظل يتداول عند نفس المستوى وقت كتابة التقرير. وكان قد انخفض يوم أمس بمقدار 20 جنيهًا ليغلق عند 3825 جنيهًا للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 3840 جنيهًا للجرام.
تأثير السعر العالمي
الانخفاض الحالي في سعر الذهب المحلي جاء نتيجة حركة البيع الكبيرة منذ بداية الأسبوع على الأونصة الذهب العالمي، حيث يبقى السعر العالمي هو المحرك الأول للسعر في مصر، خاصة مع استقرار حركة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك المصرية.
يأتي هذا بعد أن فشل الذهب المحلي في الاستفادة من السيولة النقدية الناتجة عن استحقاق شهادات البنوك التي بدأت منذ بداية العام، وذلك في ظل ارتفاع سعر الذهب الذي قلل من توجه السيولة النقدية من البنوك نحو الذهب. كما أعاد المواطنون الاستثمار في الشهادات البنكية بحثًا عن العائد الدوري.
التوقعات المستقبلية
يبقى التركيز في الفترة الحالية على التطورات الاقتصادية في مصر وحركة سعر الصرف، خاصة مع التفاؤل بشأن عودة الملاحة البحرية في قناة السويس إلى معدلاتها الطبيعية بعد اتفاق الهدنة في غزة.
وهذا من شأنه أن يحقق استقرارًا في السوق المحلي، مما ينعكس إيجابيًا على أسعار الذهب التي تتحرك بشكل تدريجي ومستقر، سواء في الصعود أو الهبوط، دون حدوث قفزات مفاجئة.
توقعات الأسعار
شهد سعر الذهب العالمي تداولات ضعيفة اليوم بعد انخفاض كبير خلال جلسة الأمس، بسبب بيع المستثمرين للذهب لتغطية خسائرهم في أسواق الأسهم. بينما تترقب الأسواق اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي.
تراجع سعر الذهب المحلي ليتبع حركة السعر العالمي، حيث يستمر ارتباط السعر المحلي بالعالمي في التحكم في تحركاته، مع استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية.
التداولات المستقبلية
تراجع سعر الذهب العالمي يوم أمس إلى مستوى الدعم 2740 دولارًا للأونصة، الذي يمثل إعادة اختبار لخط المقاومة قصير الأجل الذي اخترقه الذهب الأسبوع الماضي.
اليوم، يستكمل الذهب الهبوط وكسر هذا المستوى، لتبقى تداولاته ضمن منطقة الدعم 2740 – 2730 دولارًا للأونصة.
أما بالنسبة للسعر المحلي، فقد فشل الذهب المحلي عيار 21 في جمع الزخم الصاعد الكافي لاختراق مستوى 3850 جنيهًا للجرام، مما دفعه للتراجع مرة أخرى، ليغلق تداولات الأمس عند 3825 جنيهًا للجرام.
