
نجح بنك المشرق في تسعير أول إصدار صكوك له بقيمة 500 مليون دولار لأجل خمس سنوات، وذلك بمعدل ربح سنوي ثابت يبلغ 5.03%، في خطوة تمثل عودته إلى سوق رأس المال المدين بعد إصدار سابق في عام 2024. وأُ
جري التسعير يوم الثلاثاء 15 أبريل 2025، ومن المقرر إدراج الصكوك في بورصة “يورونكست دبلن”، مع تصنيف ائتماني بدرجة A من وكالة ستاندرد آند بورز.
أول إصدار في المنطقة بعد اضطرابات الأسواق العالمية
الإصدار يُعد الأول من نوعه في منطقة أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا، منذ إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على شركائها التجاريين، والذي أحدث اضطرابات ملحوظة في الأسواق العالمية.
وعلى الرغم من التحديات، اتخذ بنك المشرق قرارًا استراتيجيًا بالمضي قدمًا في هذا الإصدار العام، ليكون بذلك أول جهة في المنطقة تدخل السوق بعد هذا التطور الجيوسياسي.
طلب قياسي من المستثمرين
حظي الإصدار باهتمام واسع من المستثمرين في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وبلغ حجم الطلبات 2.9 مليار دولار، بمعدل تغطية يقارب ستة أضعاف، وهو الأعلى في تاريخ إصدارات بنك المشرق. وشارك أكثر من 90 مستثمرًا عالميًا في الاكتتاب، ما يعكس ثقة قوية في الجدارة الائتمانية للبنك واستراتيجيته المستقبلية.
عقد فريق إدارة البنك، بقيادة المدير المالي للمجموعة نورمان تامباخ ورئيس مجموعة الخزينة والأسواق العالمية سلمان هادي، سلسلة من الاجتماعات مع المستثمرين في لندن يوم 14 أبريل. ونتيجة للتفاعل الإيجابي وردود الفعل القوية، تم تسريع عملية التسعير لتُغلق يوم الثلاثاء بدلاً من الأربعاء، كما كان مخططًا.
تخفيض فارق التسعير يعكس قوة الطلب
تم تسعير الصكوك أوليًا بفارق 140 نقطة أساس فوق عوائد سندات الخزانة الأميركية، لكن مع زيادة الطلب، تم تقليص الفارق إلى 105 نقاط أساس، ويُعد هذا الانخفاض بمقدار 35 نقطة أساس في جولة واحدة من التسعير، مؤشراً على جاذبية الإصدار واستجابة المستثمرين السريعة له، حتى في ظل تقلبات السوق.
واستحوذ مستثمرو منطقة الشرق الأوسط على 75% من التخصيصات، تلتها أوروبا (بما في ذلك المملكة المتحدة) بنسبة 16%. وتوزعت النسبة المتبقية بين الأسواق الآسيوية وحسابات أمريكية خارجية. أما من حيث نوع المؤسسات، فقد حصلت أقسام الخزانة بالبنوك الإسلامية والتقليدية على 64% من التخصيصات، فيما ذهب الباقي لصناديق التحوط ومديري الأصول وشركات التأمين والمعاشات.
أعرب أحمد عبد العال، الرئيس التنفيذي لمجموعة المشرق، عن سعادته بالطلب القوي، مؤكدًا أن هذا الإصدار يعكس الثقة المتزايدة في البنك وخططه المستقبلية. وأضاف أن هذه الصفقة تعزز من قدرة المشرق على دعم النمو خلال عام 2025 وما بعده، كما تساهم في إعادة فتح أسواق الدين أمام جهات الإصدار الإقليمية.
من جهته، أشار سلمان هادي، رئيس مجموعة الخزينة والأسواق العالمية، إلى أن توقيت الصفقة جاء استجابة لفرصة إصدار واضحة، مدعومة بأساسيات ائتمانية قوية وثقة داخلية في قدرة البنك على اجتذاب المستثمرين، حتى في بيئة مليئة بالتحديات.
الجهات المرتبة والمشاركة في الإصدار
تولى دور المديرين الرئيسيين المشتركين ومديري سجل الاكتتاب كل من بنك أبوظبي التجاري، بنك أبوظبي الإسلامي، الراجحي كابيتال، بنك ABC، بنك دبي الإسلامي، الإمارات دبي الوطني كابيتال، بيت التمويل الكويتي كابيتال، بنك الشارقة الإسلامي، بنك المشرق، ستاندرد تشارترد، والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص.