
تشهد أسواق الهواتف المحمولة في مصر إقبالًا متزايدًا على شراء الهواتف الذكية الداعمة لشبكات الجيل الخامس 5G، بعد الإطلاق الرسمي للخدمة خلال الأيام القليلة الماضية.
وسجلت مبيعات الهواتف متوسطة ومنخفضة السعر انتعاشًا ملحوظًا، بينما تراجع الطلب على الهواتف مرتفعة الثمن من الطرازات الشهيرة، وهو ما أرجعه بعض المتابعين إلى رغبة المستخدمين في سرعة الإنترنت العالية حتى لو كان ذلك على حساب العلامة التجارية.
الهواتف المتوسطة تتفوق في المبيعات
في هذا السياق، صرّح شريف الخولي، أحد مستوردي الهواتف المحمولة، أن هناك زيادة كبيرة في الطلب على الطرازات المتوسطة التي يتراوح سعرها بين 9 آلاف جنيه (195 دولارًا) و15 ألف جنيه (300 دولار)، خاصة من العلامات التجارية الصينية التي حققت انتشارًا لافتًا خلال العام الماضي، بفضل دعمها لشبكات الجيل الخامس، وفقًا لـ سكاي نيوز عربية.
وأشار الخولي إلى أن هذه الهواتف تُعد أقل سعرًا حتى من بعض الطرازات المستعملة من الشركات الكبرى، موضحًا أن أول طراز من شركة أبل يدعم الجيل الخامس هو آيفون 12، ويبلغ متوسط سعره في مصر نحو 25 ألف جنيه (500 دولار)، وهو الأرخص ضمن هذه الفئة.
وينطبق الأمر ذاته على هواتف شركة سامسونج الكورية الجنوبية، التي لا يقل سعر أي من طرازاتها الداعمة لتقنية الجيل الخامس عن 25 إلى 30 ألف جنيه (500 – 600 دولار)، بل وقد يزيد على ذلك في بعض الحالات.
فجوة سعرية تعيد تشكيل تفضيلات المستهلكين
وأضاف الخولي أن الفارق الكبير في الأسعار يشكل تحديًا أمام شريحة واسعة من المستهلكين، ما دفعهم للاتجاه إلى طرازات مثل أوبو وإنفنكس، التي توفر دعمًا لشبكات الجيل الخامس 5G بأسعار مناسبة. كما حرصت سامسونج بدورها على طرح بعض الطرازات الاقتصادية التي تقل عن 300 دولار وتدعم الخدمة الجديدة.
الغرفة التجارية: السوق المصرية بحاجة لهواتف بأسعار معقولة
من جانبه، أكد عمرو حمزة، عضو الغرفة التجارية المصرية، أن الطرازات متوسطة ومنخفضة السعر مرشحة لتحقيق رواج أكبر خلال المرحلة المقبلة، خاصة مع تزايد اهتمام المصريين بسرعة الإنترنت، سواء للعمل أو للاستخدامات الشخصية.
وشدد حمزة على ضرورة أن تستجيب الشركات العالمية لحاجة السوق المصرية، من خلال طرح هواتف في الفئات السعرية المتوسطة، وتقديم حوافز تنافسية، مشيرًا إلى أن مصر تُعد من أكبر أسواق الهواتف المحمولة في المنطقة.
توقعات بانتعاش السوق وتحسن البنية التحتية للاتصالات
وتوقع حمزة أن تشهد السوق انتعاشًا كبيرًا خلال الأسابيع المقبلة مع بدء تجربة شبكات الجيل الخامس 5G، مدفوعةً بتطلع المواطنين للحصول على سرعات فائقة وتحسين جودة الإنترنت، التي كانت محور اهتمام دائم خلال الفترة الماضية.
وأوضح أن الخدمة مرت بمرحلة اختبارات فنية موسعة أجراها الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات على مدى السنوات الأخيرة، ما يعزز من فرص نجاحها تجاريًا، خاصة مع الاستعدادات الجارية لتطوير البنية التحتية وتوفير الترددات اللازمة.
فرص استثمارية واعدة لتعزيز مكانة مصر الإقليمية
وأشار إلى أن الجيل الخامس سيمثل نقلة نوعية في قطاع الاتصالات المصري، وسيسهم في تعزيز مكانة مصر الإقليمية، إلى جانب فتح فرص استثمارية جديدة في هذا المجال الحيوي، داعيًا شركات الهواتف إلى استغلال هذه الفرصة عبر طرح طرازات بأسعار في متناول الجميع، بما يحقق فائدة متبادلة للدولة، والشركات، والمستهلكين على حد سواء.