
استقرت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، في حين يترقب المستثمرون وضوحًا بشأن تأثير العقوبات الأميركية الأخيرة التي طالت كبار المنتجين الروس على تدفقات الخام إلى الهند، وما إذا كانت تقدم المحادثات التجارية سينعش صادرات الخام الأميركي إلى الصين.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة نحو 0.1%، ليتم تسويته دون مستوى 61 دولارًا للبرميل. ومن جهة أخرى، أوقفت بعض المصافي الهندية مشترياتها من الوقود الروسي بعد إدراج الولايات المتحدة شركتين روسيتين رئيسيتين في القائمة السوداء الأسبوع الماضي، غير أن شركة النفط الهندية Indian Oil Corp أكدت أنها لن تتوقف إطلاقًا عن شراء الخام الروسي.
في المقابل، صرح الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز يوم الخميس بأن أسواق النفط تقلل من شأن تأثير العقوبات.
مشتريات الهند والصين
يراقب المتعاملون عن كثب الخطوات المقبلة لكل من الهند والصين، وهما أكبر مشتريي الخام الروسي، بحثًا عن مؤشرات حول تأثير العقوبات على توازن الإمدادات العالمية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن أن الصين ستزيد مشترياتها من الطاقة الأميركية في إطار هدنة تجارية أوسع، لكن المستثمرين ما زالوا بانتظار إشارات تؤكد تنفيذ هذه الوعود. وتشير بيانات الجمارك إلى أن آخر واردات صينية من الخام الأميركي كانت في مايو، بينما توقفت مشتريات الغاز الطبيعي المسال منذ فبراير.
باول يحذر من عدم تأكيد خفض الفائدة
أثر تحذير رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشأن أن خفض الفائدة في ديسمبر ليس مؤكدًا على ارتفاع الأسعار، حيث عزز المخاوف من أن ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم لن يستفيد من تيسير السياسة النقدية، في وقت يُتوقع فيه زيادة فائض الإمدادات العالمية.
وقال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في بي أو كيه فاينانشال (BOK Financial): خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية جاء متوافقًا مع التوقعات، لكن تصريحات باول تشكّل عامل ضغط قصير الأجل على الخام، مضيفًا أن العقود الآجلة لخام غرب تكساس ستجد دعماً فنياً عند مستوى 58.18 دولارًا للبرميل.
تراجع النفط للشهر الثالث
يواصل النفط مساره نحو الانخفاض للشهر الثالث على التوالي، في أطول موجة خسائر منذ الربع الثالث من العام الماضي، متأثرًا بتوقعات زيادة الإمدادات من تحالف أوبك+ والمنتجين المنافسين، بما يرفع الإنتاج فوق مستوى الطلب.
وحذرت الوكالة الدولية للطاقة من فائض المعروض المتوقع في 2026، بينما تبنت شركة أرامكو السعودية نبرة أكثر تفاؤلاً. وقال الرئيس التنفيذي لشركة شل، وايل ساوان، إن تخمة المعروض في 2026 سيناريو مرجح للغاية.
ويُجري تحالف أوبك+ يوم الأحد مناقشات حول سياسة الإنتاج، ومن المتوقع أن يركز على إعادة ضخ شريحة إضافية من الإنتاج في ديسمبر، مما قد يزيد المخاوف من وفرة الإمدادات العالمية.
كما أفادت شركة آر بي سي كابيتال ماركتس (RBC Capital Markets) في مذكرة بحثية بأن التحالف قد يرفع حصص الإنتاج بنحو 137 ألف برميل يوميًا في ديسمبر.
 
						
 
			
 
						


