ارتفعت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم لتسجل أعلى مستوى منذ 11 أسبوعًا، بعد تراجع الدولار الأميركي، عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال خطاب تنصيبه لولاية ثانية يوم أمس. هذا التراجع في الدولار الأميركي أدى إلى زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق بشأن مستقبل السياسة الأميركية، مما دفع أسعار الذهب للارتفاع.
أعلى مستوى للذهب منذ نوفمبر 2024
سجل سعر أونصة الذهب العالمية اليوم الثلاثاء أعلى مستوى منذ السادس من نوفمبر 2024، حيث وصل إلى 2733 دولارًا للأونصة، ليظل التداول حاليًا عند مستوى 2719 دولارًا للأونصة، بعدما افتتحت التداولات عند 2708 دولارًا للأونصة، وفقًا لتقارير جولد بيليون.
كما اقترب الذهب من أعلى مستوى تاريخي له الذي سجله في أكتوبر الماضي عند 2790 دولارًا للأونصة، ليشهد تحركات صاعدة منذ 19 ديسمبر الماضي.
تأثير تصريحات ترامب على الأسواق
بعد أسابيع من التوقعات في الأسواق العالمية حول الرسوم الجمركية التي قد يفرضها ترامب في أول يوم له في منصبه، جاءت تصريحات ترامب يوم أمس خالية من الإشارة إلى بدء فرض التعريفات الجمركية فورًا، ما دفع الأسواق للاستخلاص بأنه سيستغرق وقتًا أطول لفرض هذه الرسوم.
هذا ما أدى إلى ارتياح في أسواق الأسهم العالمية، لكن التأثير كان سلبيًا على الدولار الأميركي، الذي انخفض بأكثر من 1% يوم أمس، مما ساعد في رفع سعر الذهب، نظرًا للعلاقة العكسية بينهما.
التوقعات المستقبلية للدولار وتأثيرها على الذهب
انخفض الدولار الأميركي بسبب أن التوقعات كانت تشير إلى أن ترامب قد يرفع التعريفات الجمركية فور توليه الرئاسة، وهو ما لم يحدث. هذا التراجع أدى إلى انخفاض الدولار بعد حفاظه على ارتفاعه بالقرب من أعلى مستوى في عامين خلال الفترة الأخيرة.
إدارة ترامب ترى أن فرض التعريفات الجمركية بشكل تدريجي قد يحمي الاقتصاد من تأثير الزيادة المفاجئة في التضخم. لكن بشكل عام، تعهد ترامب بفرض تعريفات تجارية جديدة على الدول المجاورة وعلى الصين لخفض عجزها التجاري، ما قد يعيد القوة إلى الدولار الأميركي، وبالتالي يؤثر سلبًا على أسعار الذهب.
تأثير البيانات الاقتصادية على توجهات الاحتياطي الفيدرالي
تتشكل معنويات السوق حاليًا من التفاعل بين التغيرات المحتملة في السياسة الأميركية والسياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، خاصة بعد بيانات التضخم الأميركية التي جاءت أقل من المتوقع، مما يعزز التوقعات بأن البنك الفيدرالي قد يخفض الفائدة مجددًا خلال هذا العام.
لكن من المتوقع أن تستمر سياسة الفائدة دون تغيير في اجتماع البنك في يناير الجاري، حيث تشير التوقعات إلى تثبيت أسعار الفائدة، على الرغم من أن المسار النهائي لأسعار الفائدة هذا العام ما زال غير واضح.
ارتفاع تدفقات صناديق الاستثمار في الذهب
أعلن مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب للأسبوع الثاني على التوالي، ما يعكس زيادة في الاستثمار بالذهب منذ بداية العام الجديد.
شهد الأسبوع المنتهي في 17 يناير تدفقًا كبيرًا لصناديق الذهب، حيث تم إضافة 19 طنًا من الذهب، وهو أعلى مستوى منذ 18 أكتوبر 2024، وقيادة صناديق الاستثمار الأوروبية لهذا الارتفاع بزيادة قدرها 15.9 طن.
ارتفع سعر الذهب المحلي في مصر خلال تداولات اليوم، ولكن بشكل طفيف، نتيجة للارتفاع الذي سجله سعر أونصة الذهب العالمية عند أعلى مستوى لها في 11 أسبوعًا. إلا أن تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه أدى إلى تقليل فرص ارتفاع أسعار الذهب المحلي.
أسعار الذهب محليًا
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم الثلاثاء عند 3775 جنيهًا للجرام، ثم تداول في الوقت الحالي عند 3773 جنيهًا للجرام. وكان قد ارتفع يوم أمس بمقدار 5 جنيهات ليغلق عند 3765 جنيهًا للجرام، بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 3760 جنيهًا للجرام.
رغم محاولة الذهب المحلي متابعة تحركات الذهب العالمي، إلا أنه استمر في تحركاته العرضية نتيجة لتراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، ما قلص من فرص زيادة الأسعار بشكل كبير.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
سجل الذهب العالمي ارتفاعًا خلال تداولات اليوم ليصل إلى أعلى مستوى له في 11 أسبوعًا، مدعومًا بانخفاض كبير في مستويات الدولار الأميركي بعد تصريحات ترامب في خطابه.
فيما سجل الذهب المحلي ارتفاعًا طفيفًا اليوم في محاولة للتوافق مع تحركات الذهب العالمي، ولكن تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ساهم في الحد من هذه الزيادة بشكل كبير، مما أبقى الذهب في نطاق عرضي على المدى القصير.
من المتوقع أن يتجاوز الذهب العالمي المستوى 2730 دولارًا للأونصة، مع احتمالية عودته للاقتراب من المستوى التاريخي عند 2790 دولارًا. أما عن أسعار الذهب المحلي في مصر، فإن الذهب عيار 21 يبقى في نطاق عرضي بين 3760 و3800 جنيه للجرام، مع ضعف الزخم وعدم قدرة الأسعار على اختراق هذه المنطقة بشكل كبير.
