أكد اتحاد شركات التأمين المصرية، أن قطاع تأمين المنازل الذكية يشهد تطورًا ملحوظًا على مستوى العالم، حيث يُقدر حجم السوق في عام 2023 بـ 3.66 مليار دولار، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي مركب يبلغ 18.25% ليصل إلى 13.47 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.
وأوضح الاتحاد، في نشرته الصادرة اليوم الأحد، أن هذا النمو يرجع إلى التوسع في تبني تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) وزيادة وعي الأفراد بأهمية تأمين المنازل المزودة بتكنولوجيا متطورة.
وتابع: على الرغم من مزايا المنازل الذكية في توفير الراحة والأمان، إلا أنها معرضة لمخاطر عديدة، أبرزها الهجمات الإلكترونية التي قد تؤدي إلى اختراق الأنظمة المنزلية وسرقة البيانات الشخصية أو تعطيل الأجهزة الحيوية مثل كاميرات المراقبة وأقفال الأبواب الذكية.
كما أن الاعتماد المتزايد على الأجهزة الإلكترونية المتصلة بالشبكة يرفع من مخاطر الأعطال التقنية المفاجئة، ما قد يتسبب في تلف الممتلكات وتعطل الأنظمة التشغيلية.
وأضاف الاتحاد أن الحرائق الناتجة عن الماس الكهربائي تمثل تهديدًا آخر للمنازل الذكية، حيث أن زيادة عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة الكهربائية قد يؤدي إلى حدوث أعطال قد تتسبب في اشتعال النيران.
وبالتالي، تتطلب هذه المخاطر من شركات التأمين تطوير تغطيات تأمينية حديثة تأخذ في اعتبارها المخاطر المرتبطة بأنظمة المنازل الذكية.
وأشار الاتحاد إلى أن التأمين التقليدي على المنازل قد لا يكون كافيًا لتغطية المخاطر المتعلقة بالمنازل الذكية، حيث يركز عادة على الأضرار المادية ولا يشمل التهديدات الرقمية مثل القرصنة الإلكترونية أو الابتزاز السيبراني. لذلك، بدأت شركات التأمين في تقديم وثائق تأمين إلكتروني متخصصة.
في سياق متصل، أفاد الاتحاد بأن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة فعالة في تحليل البيانات الضخمة لتطوير منتجات التأمين، حيث يمكنه التنبؤ بالمخاطر قبل وقوعها وتقديم تغطيات مخصصة لكل منزل بناءً على نمط استخدامه للأنظمة الذكية.
على مستوى السوق العالمي، استحوذت أميركا الشمالية على 41.69% من سوق تأمين المنازل الذكية في عام 2022، حيث بلغت قيمتها السوقية 1.52 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تنمو بمعدل 14.4% سنويًا حتى 2030، مدفوعة بالانتشار الواسع للأجهزة الذكية وتطور أنظمة الأمان المنزلية.
وجاءت أوروبا في المرتبة الثانية بحصة سوقية قدرها 920 مليون دولار، مع توقعات بنمو سنوي قدره 19.4%. بينما تُعد آسيا والمحيط الهادئ المنطقة الأسرع نموًا بمعدل 24.58% سنويًا، بفضل التشريعات المشجعة لاستخدام تقنيات المنازل الذكية وارتفاع الطلب على التأمين السيبراني.
على الصعيد المحلي، أشار الاتحاد إلى أن مفهوم المنازل الذكية بدأ يكتسب زخمًا في مصر، حيث اتجهت العديد من المشروعات العقارية الجديدة إلى دمج تقنيات الأتمتة والذكاء الاصطناعي في وحداتها السكنية.
كما تقدم الحكومة المصرية حوافز استثمارية لدعم هذا التوجه، مثل تخفيض الرسوم الجمركية على الأجهزة الذكية وتقديم حوافز ضريبية للمطورين العقاريين الذين يدمجون هذه التقنيات في مشروعاتهم.
ومع ذلك، أشار الاتحاد إلى أن انتشار تأمين المنازل الذكية في السوق المصري لا يزال محدودًا، مما يتطلب توعية المستهلكين بأهمية هذه التغطيات وتطوير منتجات تأمينية تتناسب مع احتياجات السوق المحلي.
وشدد على ضرورة التعاون بين شركات التأمين والمطورين العقاريين وشركات التكنولوجيا لتطوير منتجات تأمينية متكاملة تغطي المخاطر السيبرانية والفيزيائية للمنازل الذكية، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعوية لتعريف العملاء بالمخاطر المرتبطة بهذه التقنيات وطرق الحماية منها عبر التأمين المتخصص.
وأكد الاتحاد أن التأمين على المنازل الذكية يعد أحد القطاعات الواعدة التي تحتاج إلى مزيد من الابتكار والتطوير لمواكبة التغيرات السريعة في مجال التكنولوجيا العقارية، ولتعزيز ثقة العملاء في الاستثمار في المنازل الذكية مع ضمان الحماية المالية ضد أي مخاطر محتملة.
