ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الإثنين، مدفوعة بتزايد المخاطر الجيوسياسية العالمية، واستمرار حالة عدم اليقين التجاري، إلى جانب مخاوف الإغلاق الحكومي الأميركي، بحسب تقرير صادر عن منصة “آي صاغة”.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن أسعار الذهب ارتفعت بنحو 5 جنيهات خلال تعاملات اليوم، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 5755 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 6 دولارات لتصل إلى 4260 دولارًا.
تفاصيل الأسعار محليًا
بلغ سعر عيار 24 نحو 6577 جنيهًا، وعيار 18 سجل 4933 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3837 جنيهًا، فيما استقر سعر الجنيه الذهب عند 46040 جنيهًا.
كانت أسعار الذهب في الأسواق المحلية قد ارتفعت الأسبوع الماضي بنحو 350 جنيهًا، حيث بدأ جرام الذهب عيار 21 عند 5400 جنيه، وبلغ أعلى مستوى تاريخي عند 5850 جنيهًا قبل أن يغلق عند 5750 جنيهًا.
عالميًا، صعدت الأوقية بنحو 237 دولارًا من 4017 إلى مستوى قياسي بلغ 4380 دولارًا، قبل أن تُغلق عند 4254 دولارًا.
تحليل الأداء العالمي للذهب
أوضح التقرير أن الذهب تعافى نسبيًا بعد موجة تراجع حادة في ختام الأسبوع الماضي، مدعومًا بعودة الطلب الاستثماري على المعدن النفيس، ما أوقف موجة البيع المكثفة التي تبعت تسجيل الأسعار مستويات قياسية.
العوامل المؤثرة في صعود الذهب
تواصل حالة عدم اليقين التجاري، والتوترات الجيوسياسية، ومخاوف الإغلاق الحكومي الأميركي، دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن.
كما تساهم توقعات خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في تعزيز الطلب، إذ تتوقع الأسواق خفضين إضافيين بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعي أكتوبر وديسمبر المقبلين.
وتلعب عمليات الشراء من البنوك المركزية والتدفقات المتزايدة إلى صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) دورًا محوريًا في استمرار ارتفاع الطلب العالمي.
تصريحات وتحركات الأسواق
أشار التقرير إلى أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب خففت من حدة القلق بشأن الحرب التجارية مع الصين، إذ أكد أن فرض تعريفات شاملة على بكين “لن يكون مستدامًا”، ما دفع بعض المستثمرين إلى جني الأرباح، وإن ظل التراجع محدود الأثر.
الإغلاق الحكومي الأميركي وتأثيره على الأسواق
تتابع الأسواق تداعيات الإغلاق الحكومي الأميركي الذي دخل أسبوعه الثالث بسبب الخلافات حول تشريعات تمويل الرعاية الصحية، في وقت يستعد فيه مجلس الشيوخ للتصويت على مشروع التمويل المؤقت للمرة الحادية عشرة.
وتثير هذه التطورات مخاوف إضافية بشأن ارتفاع الدين الحكومي الأميركي وتراجع الانضباط المالي، وهو ما يضيف دعمًا إضافيًا للمعدن الأصفر.
اتجاهات الفيدرالي الأميركي وتوقعات الفائدة
دخل مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي فترة الصمت الإعلامي قبل اجتماع أكتوبر، فيما يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الأميركية التي ستحدد اتجاه الفائدة.
ودعم عدد من مسؤولي الفيدرالي، بينهم ألبرتو موسالم وكريستوفر والر ونيل كاشكاري، خفض الفائدة مع الحفاظ على هدف التضخم عند 2%.
توقعات مستقبلية
أكد سعيد إمبابي أن الذهب لا يزال يتحرك في اتجاه صاعد منذ بداية العام، مرتفعًا بنسبة 54% محليًا و62% عالميًا، مسجلًا أفضل أداء أسبوعي له منذ أزمة 2008.
ورجّح محللون استمرار الصعود خلال العامين المقبلين، إذ رفع بنك HSBC توقعاته المتوسطة لسعر الذهب في 2025 إلى 3455 دولارًا للأوقية، مع إمكانية بلوغه 5000 دولار في النصف الأول من 2026، بينما توقّع ستاندرد تشارترد متوسط سعر عند 4488 دولارًا العام المقبل.
رؤية الخبراء
رفع سوسيتيه جنرال وبنك أوف أميركا أيضًا توقعاتهما للأسعار، فيما صرّح جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ جي بي مورجان، بأن الذهب قد يصل إلى 5000 أو حتى 10000 دولار للأوقية في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
منذ أن تجاوز الذهب حاجز 2000 دولار للأوقية عام 2020، شهدت الأسعار تقلبات حادة بين الهبوط إلى 1600 دولار ثم الصعود إلى المستويات القياسية الحالية، ويرى المحللون أن الاتجاه الصعودي لم يبلغ نهايته بعد رغم احتمالات التصحيح المؤقت.
الذهب يثبت مكانته كملاذ آمن
في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي ومخاوف أزمة مصرفية جديدة في الولايات المتحدة، يظل الذهب الخيار الأكثر أمانًا للمستثمرين، خاصة مع تراجع الثقة في الدولار الأميركي واستمرار توسع الدين العالمي.
