فوربس: الاقتصاد الأميركي يدخل مرحلة الركود العام القادم
كتب-محمد عوض:
انكمش الاقتصاد الأميركي للربع الثاني على التوالي هذا العام، وفق ما أكد التقدير الثالث من مكتب التحليل الاقتصادي – مما يشير مرة أخرى إلى بداية الركود بشكله الفني، في ظل توقع الاقتصاديين أن تزيد علامات التباطؤ في الأرباع القادمة، ومن المحتمل أن يدفع ذلك إلى إعلان دخول الاقتصاد في حالة ركود، وفق ما ذكرت مجلة فوربس الأميركية.
انكمش الاقتصاد الأميركي بمعدل سنوي قدره 0.6% في الربع الثاني – مسجلاً بذلك الربع الثاني على التوالي، نمو سلبي للناتج المحلي الإجمالي، مما يشير إلى دخول الاقتصاد في حالة ركود تقني ، حسبما أفاد مكتب التحليل الاقتصادي في تقدير نهائي.
سجلت المؤشرات أرقام أسوأ من المتوقع بتسجيل انخفاضات في الاستثمارات السكنية (أو شراء المنازل) والإنفاق الحكومي الفيدرالي، لكن الحكومة قالت إن زيادة الصادرات والإنفاق ساعدا على تحسين النشاط الاقتصادي من انخفاض الربع الماضي بنسبة 1.6%.
وفقًا لتعريف العملي، يصبح الركود ركودًا إذا ما حدث خلال ربعين متتاليين من النمو السلبي للناتج المحلي الإجمالي، كما يقول تيم كوينلان، كبير الاقتصاديين في ويلز فارجو.
ولكن ذلك لن يكون رسميًا، لإن القرار النهائي متروك للمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، والذي يحدد الركود باعتباره “انخفاض كبير في النشاط الاقتصادي يستمر لأكثر من بضعة أشهر”.
يشير كوينلان إلى أن أربعة من العوامل الستة التي يعتمد عليها المكتب الوطني للأبحاث الاقتصادية للإعلان عن الركود – الإنتاج والدخل والتوظيف والإنفاق – استمرت في التوسع حتى شهر مايو، لكن الإنتاج بدأ “يفقد قوته” وبدأ نمو الدخل يعاني في مواجهة التضخم، بينما تستمر المطالبات بتقليل البطالة ومعدلها، بينما كذلك يحتار المستهلكون الإنفاق بشكل أقل .
الركود يبدأ العام المقبل
مثل غيره من الاقتصاديين، لم يكن كوينلان مقتنعًا بأن المؤشرات الاقتصادية في الربع الأخير كانت تشير إلى حالة ركود، لكنه حذر من تباطؤ الاقتصاد بشكل أكبر.
يقول كوينلان، بأن هناك “توقع يقول بأن التراجع سيكون له صوت عالٍ نحو الركود في أوائل العام المقبل.
على الرغم من أن توقعات الاقتصاديين أشارت بالعودة إلى معدل النمو في الربع الثاني، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا ذكر أن الركود لاح في يوليو، مما دفع التوقعات بالناتج المحلي الإجمالي إلى المنطقة السلبية بعد أن أظهرت البيانات الاقتصادية انخفاض الإنفاق الاستهلاكي في مايو.
ويقول محللا داتا تريك، نيكولاس كولاس وجيسيكا رابي: “سجل النموذج على المدى الطويل ممتاز” ، مشيرين إلى أن متوسط الخطأ كان 0.3 نقطة فقط منذ أن بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا مراقبته في عام 2011.
توقع النموذج انكماش الاقتصاد بنسبة 1.2% في الربع الأخير.
ويتوقع أن ينمو الاقتصاد بنسبة 1.4% في الربع الثالث.
أصدرت الحكومة تقديراتها الأولى لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث في 27 أكتوبر. ويتوقع الناتج المحلي الإجمالي الآن نموًا بنسبة 0.3% فقط في الربع الثالث – بانخفاض عن التقديرات الأولية للشهر الماضي بأكثر من 2%
أدى سحب بنك الاحتياطي الفيدرالي حزم التحفيز في وقت ظهور وباء فيروس كورونا ورفع أسعار الفائدة هذا العام إلى إثارة المخاوف من الركود الوشيك.
هذا الصيف، حذر الاقتصاديون في بنك أوف أميركا العملاء من أن التضخم لفترة طويلة وما نتج عنه من رفع أسعار الفائدة قد أطلق العنان لـما وصفوه ب”تدهور مقلق” في الاقتصاد، وخاصة في سوق الإسكان التي كانت مزدهرة في السابق.
وقال الاقتصاديون : “أصبح الاحتياطي الفيدرالي أكثر التزامًا باستخدام أدواته للمساعدة في استعادة استقرار الأسعار، مع استعداده لقبول بعض الألم خلال هذه العملية”، وتوقعوا أن يدخل الاقتصاد في حالة ركود خلال العام المقبل.