استمرت الاضطرابات بحركة السفر الجوي في أوروبا، اليوم الأحد، إثر هجوم إلكتروني استهدف نظاماً محورياً لتسجيل الركاب، ما أدى إلى تعطل واسع النطاق في المطارات، واللجوء إلى إجراءات يدوية للتعامل مع المسافرين.
وقد وقع الهجوم الإلكتروني وقت متأخر من مساء الجمعة، واستهدف شركة “كولينز إيروسبيس” (Collins Aerospace)، متسبباً في تعطيل برنامجها “ميوس” (MUSE)، الذي يُعد من الأنظمة الأساسية في تشغيل خدمات تسجيل الركاب، والصعود إلى الطائرة، وتسليم الأمتعة لدى شركات الطيران العالمية.
ومع توقف الأكشاك الآلية وآلات تسليم الحقائب، اضطرت المطارات إلى الاعتماد على المعالجة اليدوية، ما أدى إلى تأخيرات كبيرة في الحركة، وفقًا لبلومبرج.
وفي برلين، أفاد مطار براندنبورج باستمرار التأخيرات، بينما أكد مطار هيثرو في لندن أن الغالبية العظمى من الرحلات الجوية لا تزال قائمة، لكنه نصح المسافرين بالتحقق مسبقاً من حالة رحلاتهم، وعدم التوجه إلى المطار قبل أكثر من 3 ساعات للرحلات الطويلة أو ساعتين للرحلات القصيرة.
ومن جانبه اتخذ مطار بروكسل إجراءات أكثر صرامة، مطالباً شركات الطيران بإلغاء نصف الرحلات المقررة لتخفيف الضغط على الطواقم؛ وقدّم المطار اعتذاره للركاب، مشيراً إلى أن السبب يعود إلى “مشكلة إلكترونية” لدى مزوّده الخارجي.
ورغم أن عدد الرحلات الملغاة لا يزال محدوداً مقارنة بإجمالي حركة الطيران اليومية في أوروبا، فإن الحادثة تبرز هشاشة البنية التحتية الرقمية التي تعتمد عليها المطارات وشركات الطيران، ولاسيما في ظل التعافي غير المتوازن المتوقع أن يستمر حتى تستعيد “كولينز” خدماتها بالكامل.
وتأتي هذه الحادثة في وقت يشهد فيه العام الجاري تصاعداً حاداً في الهجمات السيبرانية التي تستهدف البنية التحتية، وقطاع الطيران تحديداً، حيث أظهر تقرير صادر عن شركة الدفاع الفرنسية “تاليس” (Thales SA) في يونيو الماضي، زيادة بنسبة 600% في هجمات برامج الفدية على قطاع الطيران مقارنةً بالعام السابق، شملت عشرات الحوادث التي أثرت على شركات الطيران والمطارات وأنظمة الملاحة والخدمات.
