تقارير أميركية: تباطؤ التضخم يدعم توجه الاحتياطي الفيدرالي لتقليل وتيرة رفع الفائدة
كتب -محمد عوض:
تباطأت الزيادات في أسعار مؤشر المستهلكين في الولايات المتحدة إلى أقل من 5٪ في أبريل للمرة الأولى منذ عامين، في حين هدأ مقياس التضخم الرئيسي الذي يراقبه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ما قد يعني وقفة أخرى لرفع أسعار الفائدة الشهر المقبل أو تثبيتها، وفق ما ذكرت وكالة رويترز في تقرير لها.
مع ذلك، لا يزال التضخم أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
أظهر تقرير من وزارة العمل الأميركية، اليوم الأربعاء، ارتفاع أسعار المستهلك الشهرية بقوة بسبب الإيجارات الثابتة وكذلك الارتداد في تكاليف البنزين والسيارات المستعملة.
حطم التقرير المختلط آمال الأسواق المالية في أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة هذا العام لدعم الاقتصاد.
حول ذلك، قال سكوت أندرسون، كبير الاقتصاديين في بانك أوف ذا ويست في سان فرانسيسكو: تقرير تضخم أسعار المستهلكين اليوم يدعم الآمال في أن يفكر مجلس الاحتياطي الفيدرالي بجدية في وقف رفع أسعار الفائدة في يونيو، لكنه لا يدعم أي تخفيضات في أسعار الفائدة على المدى القريب.
الإيجارات المرتفعة
ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.4٪ الشهر الماضي بعد ارتفاعه بنسبة 0.1٪ في مارس. وجاءت الزيادة متماشية مع توقعات الاقتصاديين. وشكلت الإيجارات المرتفعة، سببًا كبيرًا في زيادة في التضخم.
أسعار المواد الغذائية
بقيت أسعار المواد الغذائية دون تغيير للشهر الثاني على التوالي.
تراجعت أسعار السلع في محلات البقالة 0.2٪ بعد انخفاضها 0.3٪ في مارس، مسجلة انخفاضات متتالية لأول مرة منذ يوليو 2019.
وانخفاض أسعار، الفواكه والخضروات واللحوم والأسماك والبيض في أبريل مقارنة بشهر مارس.
وانخفضت أسعار الحليب بنسبة 2.0٪، لتشكل أكبر انخفاض منذ فبراير 2015.
أسعار الغاز
تراجعت أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 4.9٪ وانخفضت تكلفة الكهرباء للشهر الثاني على التوالي، مما قلل من ارتفاع أسعار البنزين بنسبة 3.0٪، والذي أعقب انخفاض بنسبة 4.6٪ في مارس.
أوبك بلس
جاء الانتعاش بعد أن أعلنت السعودية ومنتجو نفط آخرون في أوبك بلس عن مزيد من التخفيضات في إنتاج النفط.
وتتجه أسعار النفط تتجه نحو الانخفاض منذ ذلك الحين إلى حد كبير، مما دفع تكاليف البنزين إلى الانخفاض مع زيادة مخاطر الركود، بسبب رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، وتشديد شروط الائتمان، وكل ذلك في ظل المأزق القائم بشأن رفع سقف الاقتراض للحكومة الفيدرالية.
أقل زيادة للتضخم
في الاثني عشر شهرًا الماضية حتى أبريل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 4.9٪، ليكون بذلك، أصغر ارتفاع على أساس سنوي منذ أبريل 2021.
وصل مؤشر أسعار المستهلكين السنوي ذروته عند 9.1 ٪ في يونيو الماضي، مسجلاً أكبر زيادة له منذ نوفمبر 1981، وكان سبب ذلك الارتفاع الأولي في أسعار الطاقة في العام الماضي بعد التدخل الروسي في أوكرانيا
الوصول لمعدل تضخم مثالي
قال كريس لو، كبير الاقتصاديين في شركة إف إتش إن فايننشال:”بشكل عام، لا يزال التضخم مرتفعاً ولن يتراجع إلى 2٪ إذا زاد 0.4٪ شهرياً. نحن بحاجة إلى رؤية زيادات ثابتة حول 0.15٪ للوصول إلى معدل التضخم المثالي البالغ 2%”.
سوق الأسهم
خلال ذلك، تم تداول الأسهم في وول ستريت على ارتفاع وسط ارتياح لقراءات التضخم، وبأنها لم تتجاوز التوقعات.
انخفاض الدولار
لكن انخفض الدولار مقابل سلة من العملات الأجنبية الأخرى، بينما ارتفعت أسعار سندات الخزانة الأميركية.
تقرير الوظائف
جاءت بيانات التضخم في أعقاب تقرير الوظائف الصادر يوم الجمعة الماضي، والذي أظهر تسارعًا في نمو الوظائف والأجور في أبريل، فضلاً عن تراجع معدل البطالة إلى أدنى مستوى له في 53 عامًا عند 3.4٪، ما يجعله واحد من تقريرين عن التضخم سيستعين بهما مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع السياسة النقدية المقرر بين يومي 13-14 يونيو المقبل.
سعر الفائدة
رفع الاحتياطي الفيدرالي، سعر الفائدة القياسي خلال ليلة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى إلى نطاق 5.00٪ -5.25٪ الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أنه قد يوقف أسرع حملة تشديد للسياسة النقدية منذ الثمانينيات.
رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس منذ مارس 2022.