انخفاض أسعار النفط وسط مخاوف من الركود الاقتصادي

كتب: محمد عوض

انخفض النفط بما يقرب من دولار واحد، اليوم الثلاثاء، حيث فاقت المخاوف من ركود محتمل بسبب القيود التي تفرضها الصين لدواعي جائحة فيروس كورونا، على الإمدادات العالمية المحدودة والتوقعات بارتفاع الطلب على الوقود مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأميركية.

خفضت البنوك الاستثمارية بما في ذلك يو بي إس وجولدمان ساكس توقعات النمو في الصين لعام 2022.

في غضون ذلك، قالت رئيسة صندوق النقد الدولي إنها لا تتوقع ركوداً للاقتصادات الكبرى لكنها لا تستطيع استبعاده.

قال جيفري هالي، المحلل في كاندا للأبحاث و السمسرة: «خفضت توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين والمخاوف المتزايدة بشأن قيود الفيروس الأوسع في بكين، مما دفع أسعار النفط للانخفاض».

وهبط خام برنت 21 سنتا أو 0.2 بالمئة إلى 113.21 دولار للبرميل.

ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتا أو 0.2 بالمائة إلى 110.04 دولار.

تراجع النمو الاقتصادي

من جانبه، قال تاماس فارجا من شركة أبحاث النفط «بي في إم»: «يتراجع النمو الاقتصادي العالمي بشكل حاد في ظل التأثير الجماعي لارتفاع أسعار الفائدة، وموجات كوفيد الصينية ، والحرب الأوروبية».

تكثف بكين جهود الحجر الصحي لإنهاء تفشي المرض المستمر منذ شهرين بينما من المقرر رفع حالة  الإغلاق في شنجهاي قريبا.

وصعدت أسعار النفط هذا العام ، حيث وصل سعر برميل خام برنت إلى 139 دولارًا للبرميل في مارس مسجلاً أعلى مستوياته منذ 2008 ، بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تفاقم مخاوف العالم من نقص الإمدادات.

على الرغم من المخاوف بشأن التهديدات التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي، وهو موضوع رئيسي سيتم طرحه خلال  اجتماع دافوس هذا الأسبوع، فقد أدى نقص المعروض إلى الحد من انخفاض الأسعار.

حظر واردات النفط الروسية

في خطوة يقول المحللون إنها ستزيد من تشديد الأوضاع في الأسواق، يقترب الاتحاد الأوروبي من الاتفاق على حظر واردات النفط الروسية.

قال وزير الاقتصاد الألماني يوم أمس الاثنين إن من المرجح أن يتم الاتفاق على مثل هذا الحظر ”في غضون أيام”.

ويأتي التحرك الأوروبي المزمع في ظل وجود مصدر آخر للطلب المتزايد على النفط من قبل الولايات المتحدة، حيث يبلغ الطلب على البنزين ذروته عادةً في هذا الوقت من العام.

انخفاض مخزونات البنزين والنفط الأمريكية

يتوقع المحللون انخفاض مخزونات البنزين والنفط الأمريكية في أحدث التقارير الأسبوعية ، وأولها من معهد البترول الأمريكي.

وفقا للتقارير الدولية ، من المقرر أن يتفوق الاقتصاد الأمريكي على الصين لأول مرة منذ عام 1976 وسط جائحة فيروس كورونا.

ذكرت بلومبرج أن الاقتصاد الأمريكي من المقرر أن ينمو بنسبة 2.8 في المائة مع توقع زيادة الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 2 في المائة فقط هذا العام.

ظلت الصين تتفوق باستمرار على الولايات المتحدة في نمو الناتج المحلي الإجمالي لعقود من الزمان حتى عندما حذر الرئيس الصيني  شي المسؤولين من أن نمو الصين يجب أن يستمر للتغلب على الولايات المتحدة.

قال تقرير بلومبرج إن إغلاق الصين بسبب فيروس كورونا يعني أنها ستنتهي وراء الولايات المتحدة. كان صندوق النقد الدولي قد توقع في وقت سابق أن الصين ستتفوق على الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2030.

ومع ذلك ، وبسبل  الوباء، تم إعاقة نمو الصين مع تمسك نظام شي بسياسة “صفر كوفيد” حيث أغلقت السلطات المدن مع عدد قليل فقط من حالات الإصابة بالفيروس.

أصدر الرئيس الصيني تعليماته للمسؤولين باتباع سياسة “صفر كوفيد” “بثبات” رغم كل شئ.