
وزيرة التخطيط والتعاون الدولي: توجيهات رئاسية للاهتمام باستراتيجيات الذكاء الاصطناعي لدعم التنمية الاقتصادية
قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إن هناك توجيهات رئاسية بإيلاء أهمية قصوى لاستراتيجيات الذكاء الاصطناعي والاستفادة من التقنيات الحديثة لدفع جهود التنمية الاقتصادية، موضحة أن العالم يشهد تحولات كبرى تجعل من التقنيات الرقمية – وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي – محركات أساسية للتعامل مع التحديات التنموية، بدءاً من الرعاية الصحية والتعليم، وصولاً إلى مواجهة تغير المناخ وتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل.
جاء ذلك على هامش مشاركة الدكتورة رانيا المشاط في الفعالية التي نظمتها جامعة الأمم المتحدة UNU ضمن فعاليات مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا (تيكاد 9)، حول «الحوكمة في العصر الرقمي: دروس لقارة أفريقيا»، وذلك بمشاركة عدد من الوزراء ومسئولي الحكومة اليابانية ودول القارة والأمم المتحدة.
وأضافت المشاط خلال كلمتها بالفعالية، أن الذكاء الاصطناعي أصبح قوة دافعة تعيد تشكيل نماذج التنمية، مشيرة إلى أن أفريقيا تمتلك فرصاً فريدة لتسخير هذه التقنيات، حيث يضم سكانها أكثر من 60% تحت سن الخامسة والعشرين، ويُتوقع أن يضيف اقتصادها الرقمي أكثر من 180 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي.
وأشارت إلى أن مصر أدركت مبكراً أهمية الذكاء الاصطناعي كمحفز استراتيجي للتنمية والسيادة الرقمية، فاتخذت خطوات بارزة منها: إنشاء “المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي” عام 2019، ومركز الابتكار التطبيقي، وإطلاق “الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول”، ثم المرحلة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي مطلع 2025.
ولفتت إلى أن الاستراتيجية الوطنية تركز على دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ودعم البحث العلمي، وحماية اللغة العربية في البيئة الرقمية، كما تعمل مصر على تمكين الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، حيث دشنت الحكومة المجموعة الوزارية لريادة الأعمال، بجانب توسيع برامج التدريب لإعداد كوادر قادرة على الاستخدام المسؤول للتقنيات الرقمية.
وعلى المستوى القاري، أوضحت المشاط أن مصر قامت بدور رائد في صياغة “الاستراتيجية القارية الأفريقية للذكاء الاصطناعي” التي أُطلقت في أغسطس 2024، كما تمثل شمال أفريقيا في “المجموعة الاستشارية للاتحاد الأفريقي حول الذكاء الاصطناعي وأثره على السلام والأمن والحوكمة”.
ونبّهت “المشاط” إلى المخاطر المرتبطة بالتقنيات الحديثة، موضحة أن ما يصل إلى 25% من الوظائف حول العالم قد يتأثر بالذكاء الاصطناعي التوليدي وفقاً لمنظمة العمل الدولية، بينما صنّف “تقرير المخاطر العالمية 2025” التضليل الرقمي كأكبر تهديد عالمي خلال العامين المقبلين.
وشددت على أن العالم بحاجة إلى إطار شامل ومرن لحوكمة الذكاء الاصطناعي قائم على المبادئ الأخلاقية والشفافية والمساءلة والعدالة، يحمي الخصوصية ويعزز الأمن، مؤكدة أن مصر ترحب بالتعاون الثلاثي مع اليابان والدول الأفريقية لتعزيز حوكمة الذكاء الاصطناعي وتحويله لقوة دافعة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.