أداء القطاع الخاص في مصر يتراجع مجددًا وسط توقعات بالانتعاش
تراجع أداء القطاع الخاص غير المنتج للنفط في مصر مجددًا خلال سبتمبر، بعد أن سجل الإنتاج توسعًا لأول مرة منذ 3 سنوات في أغسطس، وفقًا لمؤشر مديري المشتريات الصادر عن إس آند بي جلوبال.
وشهدت معدلات الإنتاج والطلبات الجديدة انخفاضًا بأسرع وتيرة منذ أبريل، حيث عزا الشركات هذا الانخفاض إلى تراجع الطلب من العملاء، مع تسجيل أسرع انخفاض في الأعمال الجديدة خلال 5 أشهر.
وأشارت العديد من الشركات إلى الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار، في حين جاء ضعف الطلب بشكل رئيسي من الأسواق المحلية، بينما زادت الطلبات الجديدة القادمة من الخارج للشهر الخامس على التوالي.
يُعزى ارتفاع أسعار الإنتاج إلى تسارع التضخم في تكاليف مستلزمات الإنتاج خلال الربع الثالث، حيث شهد سبتمبر ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج بأسرع وتيرة منذ مارس.
وأفادت العديد من الشركات بزيادة تكاليف المواد الخام وضعف العملة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار البيع، رغم أن وتيرة الزيادة كانت أقل حدة مقارنة بأغسطس.
وسجل مؤشر مديري المشتريات 48.8 نقطة في سبتمبر، وهو ما يقل عن المستوى المحايد البالغ 50 نقطة، مما يشير إلى انخفاض طفيف في ظروف الأعمال في شركات القطاع الخاص غير المنتج للنفط. وتعد هذه القراءة الأضعف منذ أبريل، بعد أن سجل أغسطس أول نمو (50.4 نقطة) منذ نوفمبر 2020.
وأشار التقرير إلى توسع إضافي في القدرات الإنتاجية، حيث ارتفعت أعداد العمالة للشهر الثالث على التوالي، رغم أن الزيادة كانت هامشية وتركزت بشكل خاص في قطاعي الإنشاءات والجملة والتجزئة.
كما شهد نشاط الشراء نموًا في سبتمبر، حيث سجل نفس معدل التوسع الذي تحقق في أغسطس، حيث تسعى الشركات إلى زيادة المخزون على أمل انتعاش الطلب. ومع ذلك، تأثرت مستلزمات الإنتاج جزئيًا بسبب طول فترات التسليم.
خلال الشهر الماضي، ظلت ثقة الشركات بشأن مستقبل النشاط التجاري خلال الـ12 شهرًا المقبلة إيجابية، على الرغم من أن درجة التفاؤل تراجعت منذ أغسطس، وسجلت أدنى مستوى لها في ثلاثة أشهر.
وأوضح ديفد أوين، الخبير الاقتصادي في إس آند بي جلوبال ماركت، أن التباطؤ يعني أن الارتفاع إلى نطاق النمو في أغسطس لا يزال المثال الوحيد على تحسن ظروف الأعمال منذ أواخر عام 2020، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر مسجلاً 48.8 نقطة في سبتمبر.
وأضاف أوين: الارتفاع القوي الإضافي في أسعار الإنتاج يشير إلى أن انخفاض المبيعات المرتبط بالأسعار قد يستمر، على الرغم من وجود دلائل على أن الشركات تحاول تقليل تأثير ذلك على العملاء.
وأكد: هناك بعض النقاط الإيجابية في البيانات الأخيرة، حيث استمرت الشركات في زيادة مستويات الشراء والتوظيف. وهذه التوسعات تشير إلى أنه لا يزال هناك بعض الأمل في أن يشهد القطاع غير المنتج للنفط انتعاشة في الربع الرابع من العام.