
400 مليار دولار حجم التبادل التجاري العربي الصيني خلال 2024
أكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال افتتاح أعمال مؤتمر الأعمال العربي الصيني الحادي عشر، المنعقد في مقاطعة هاينان بجمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 27 إلى 29 أبريل 2025، أن تنظيم هذا المؤتمر رفيع المستوى يجسد عمق الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين.
جاء ذلك بحضور عدد من الوزراء الصينيين، ونائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، جيانغ زووجون، وأكثر من 1200 شخصية رسمية، إلى جانب السفراء العرب المعتمدين في الصين، ورجال أعمال ومستثمرين من الجانبين.
وأوضح حنفي أن المؤتمر، الذي انطلق لأول مرة عام 2005 تحت مظلة منتدى التعاون العربي الصيني، يمثل منصة محورية لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، وبناء شراكات فاعلة في مجالات حيوية كـالتحول الرقمي، والطاقة الخضراء، والابتكار التكنولوجي.
وأشار إلى أن العالم العربي يُعد شريكًا استراتيجيًا مهمًا بالنسبة للصين، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين 400 مليار دولار في عام 2024، ما يجعل المنطقة العربية الشريك التجاري الرابع للصين بعد الولايات المتحدة، دول الآسيان، والاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن هذا التقدم جاء نتيجة نمو حجم التبادل التجاري بنسبة 1000% مقارنة بما كان عليه قبل عقدين من الزمن.
وأكد أن الدول العربية جاهزة لرفع هذا الرقم إلى مستويات أعلى، بما يؤهلها لتصبح الشريك التجاري الأول للصين مستقبلًا، خاصة وأن الصين تُعد بالفعل الشريك التجاري الأول للعالم العربي.
مستقبل مستدام
واعتبر أمين عام الاتحاد أن اللحظة الراهنة تمثل فرصة تاريخية لتطوير رؤية عربية – صينية مشتركة تتناغم مع أهداف التنمية المستدامة 2030، وترتكز على مبادئ الاقتصاد الدائري، والعدالة، والشمول.
ولفت إلى أن العلاقات العربية – الصينية أثبتت على مرّ السنوات قدرتها على التطور والاستدامة، بفضل الإرادة السياسية والدعم المؤسسي، وبدور فاعل من اتحاد الغرف العربية.
وشدد حنفي على أن الروابط بين الجانبين لا تقتصر على التجارة، بل تمتد إلى التعاون في مجالات الابتكار، الاستدامة، التحول الرقمي، والاقتصاد الأخضر، مشيرًا إلى أهمية إقامة مشاريع استراتيجية بين القطاع الخاص العربي والصيني في مجالات الطاقة المتجددة، الذكاء الاصطناعي، البنية التحتية الذكية، وسلاسل الإمداد المستدامة.
التعاون الثنائي
وعلى هامش المؤتمر، التقى الدكتور خالد حنفي بنائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، جيانغ زووجون، بحضور محافظ مقاطعة هاينان، ليو شياومنغ، ورئيس مجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية (CCPIT)، ريو هونغبين، إلى جانب عدد من المسؤولين ورجال الأعمال الصينيين.
وأشاد حنفي خلال اللقاء بالتعاون الوثيق بين اتحاد الغرف العربية وCCPIT، مؤكدًا مجددًا على أهمية التبادل التجاري الذي تجاوز 400 مليار دولار، وعلى ضرورة العمل لرفعه إلى مستويات أعلى في السنوات القادمة.
فرص واعدة
وأكد حنفي أن مجالات التعاون بين الجانبين تشمل الطاقة المتجددة، السياحة، الرقمنة، التكنولوجيا الزراعية، الصناعة، والقطاع المالي.
كما أشار إلى أهمية مبادرة الحزام والطريق، التي أيدتها الدول العربية منذ انطلاقها، وما توفره من فرص استثمارية واعدة خاصة في مجالات النقل واللوجستيات، بما يسهم في ربط المشاريع الاستثمارية بين العالم العربي، إفريقيا، أوروبا، وأمريكا الجنوبية.
وتطرق إلى التطورات الجيوسياسية في ظل الحرب التجارية الجارية نتيجة فرض رسوم جمركية من قبل الولايات المتحدة، مشددًا على أن الدول العربية بدأت بالفعل بتنويع شراكاتها الاقتصادية، وتُعد الصين أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين في هذا السياق، نظرًا لما تمتلكه من فوائض مالية ضخمة يمكن توظيفها في مشاريع تنموية مشتركة.
تطور ملحوظ
وخلال مشاركته في الجلسة الحوارية حول منظمات تعزيز التجارة العربية الصينية، أكد حنفي أن العلاقات الاقتصادية بين الجانبين خطت خطوات واسعة، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري في عام 2023 بلغ 2.8 تريليون يوان (393.75 مليار دولار)، بزيادة نسبتها 820.9% مقارنة بعام 2004.
وأوضح أن الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024 شهدت تبادلًا تجاريًا بلغ 946.17 مليار يوان (131 مليار دولار)، بما يمثل 6.9% من إجمالي تجارة الصين الخارجية، مع تركيز كبير في ست دول عربية شكلت 84.8% من هذا الحجم التجاري.
وأكد أن العلاقات الاقتصادية لم تعد مقتصرة على السلع التقليدية، بل امتدت إلى مشاريع كبرى في البتروكيماويات، البنية التحتية، التصنيع، والتكنولوجيا. واعتبر المنطقة الاقتصادية الصينية في السويس (TEDA) نموذجًا ناجحًا لهذا التعاون، حيث أسهمت في توفير آلاف الوظائف وتعزيز القدرة الإنتاجية واللوجستية لمصر.